اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام الجزء : 1 صفحة : 189
حديثي ثم
قال لي بعد ساعة إن كنت تشتهي أن تعلم فأدخل إسنادا في شيء فتفقدت الأسانيد التي
فيها قليل اضطراب فسألته عنها فكان يمر فيها)([343]).
إخراجه لأحاديث رواة كانوا من المشهورين بالتدليس
التدليس في
اللغة هو المخادعة وعدم تبيان العيب، قال الفراهيدي: (دلس: ودلّس في البيع وفي كل
شيء إذا لم يبين له عيبه)([344])،
وقال ابن منظور بعد أن ذكر كلام الفراهيدي نفسه: (والتدليس في البيع: كتمان عيب
السلعة عن المشتري، قال الأزهري: ومن هذا أخذ التدليس في الإسناد وهو أن يحدث
المحدث عن الشيخ الأكبر وقد كان رآه إلا أنه سمع ما أسنده إليه من غيره من دونه، وقد
فعل ذلك جماعة من الثقات)([345]).
أما في
اصطلاح الفقهاء والمحدثين فالتدليس وكما يقول محمد قلعجي في معجم لغة الفقهاء هو:
(عند الفقهاء: إخفاء العيب في السلعة... عند المحدّثين: أن يروي عمن لقيه ولم يسمع
منه، أو يروي عن شخص يوهم أنه غيره)([346]).
والتدليس
من العيوب التي ابتلي فيها كثير من الرواة، وهو صفة مذمومة عند أئمة الحديث
وشيوخه، فقد عدّها شعبة أشد من الزنى فقد كان يقول: (التدليس في الحديث أشد من
الزنى ولان أسقط من السماء أحب إلي من أن أدلس)([347]).