اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام الجزء : 1 صفحة : 124
فتحهم باب الرواية
والتدوين وتقليص فضائل أهل البيت عليهم السلام
في بداية
العصر العباسي وبالتحديد في سنة مائة وثلاث وأربعين للهجرة فتحت شهية المدونين
للتدوين وأعطت الدولة العباسية الضوء الأخضر أمام كل من يريد أن يحدث أو يدون أو
يروي أي شيء.
قال
الذهبي: (أحداث سنة ثلاث وأربعين ومائة.... وفي هذا العصر شرع علماء الإسلام في
تدوين الحديث والفقه والتفسير، فصنف ابن جريج التصانيف بمكة، وصنف سعيد بن أبي
عروبة، وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة، وصنف الأوزاعي بالشام، وصنف مالك الموطأ
بالمدينة، وصنف ابن إسحاق المغازي، وصنف معمر باليمن، وصنف أبو حنيفة وغيره الفقه
والرأي بالكوفة، وصنف سفيان الثوري كتاب الجامع، ثم بعد يسير صنف هشيم كتبه، وصنف
الليث بمصر وابن لهيعة ثم ابن المبارك وأبو يوسف وابن وهب. وكثر تدوين العلم
وتبويبه، ودونت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس. وقبل هذا العصر كان سائر
الأئمة يتكلمون عن حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة. فسهل ولله الحمد
تناول العلم، وأخذ الحفظ يتناقص، فلله الأمر كله)([202]).
ولكن الحظر
على رواية فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبقية أهل بيته وزوجته
الصديقة فاطمة بنت محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كان لا يزال ساري
المفعول، وكانت الدولة العباسية لا تسمح بل وتعاقب كل من يتجاهر