responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 86

المسألة الثالثة: لماذا لم يتمكن آدم عليه السلام من رؤية الأشباح فرأى نورها، ولماذا قال ما هذه، ولم يقل من هذه؟

إن من الحقائق التي يكشفها حديث الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام والتي تعلقت بخلق أنوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته هي حقيقة عدم تمكن نبي الله آدم عليه السلام من رؤية أشباح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، حينما نقلها الله تعالى من ذروة العرش إلى صلب آدم عليه السلام فسطع نورها من صلبه فرآها آدم عليه السلام فقال: يا رب ما هذه الأنوار؟

وسؤاله هنا:

كان لسبب واحد وهو اعتقاده بأنه الخليفة وأنه المفضل على الملائكة والمختار من بين خلق الله تعالى لهذه المهمة، ومن ثم يعد وجود هذه الأنوار حالة تبعث على التساؤل كما تساءلت الملائكة من قبل عن العلة في خلق مخلوق جديد يناط إليه هذا العمل، وهم قد امتازوا بخصائص عدة كشفها سؤالهم لربهم قائلين له جلت قدرته:

(أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) ([100]).

أي: لدينا من المؤهلات ما تمكننا من القدرة على تحمل هذه المسؤولية.

ولذلك:

حينما رأى آدم هذه الأنوار بدا له أن هناك خلقاً لهم عند الله تعالى من المكانة السامية ما ليس لأحد غيرهم أن ينالها ويرقى إليها لاسيما وإنه لم يتمكّن من رؤية الأشباح وإنما رأى أنوار هذه الأشباح.


[100] سورة البقرة، الآية: 30.

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست