فكانت أولى هذه الصفات: «التصديق بكلمة من الله» وهكذا إلى مريم عليها السلام وتبشيرها بعيسى:
(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) ([481]).
وعيسى يبشر بخاتمة البشارات وأصل إطلالتها، والعلة في تنقلها، فيقول عز وجل في كتابه الكريم عن تبشير عيسى عليه السلام بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم:
) وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ( ([482]).
بشرى المسيح أتتْ عنوان دعوته
وقبله كل هادٍ صادق القدمِ([483])
حتى إذا بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن البشرى كانت في أمرين.
الأمر الأول: هو القرآن الكريم:
(طسۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ) ([484]).
وقوله تعالى:
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ) ([485]).
والأمر الثاني: هو عترته صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيته الذين قال الله فيهم:
[481] سورة آل عمران، الآية: 45.
[482] سورة الصف، الآية: 6.
[483] أنوار الربيع لابن معصوم: ج4، ص333، والبيت للشيخ عز الدين الموصلي.
[484] سورة النمل، الآيتان: 1 ــ 2.
[485] سورة النحل، الآية: 102.