أصبح من البديهي ونحن نسير بمنهج القرآن الكريم في حديثه عن الشخصية
الرسالية أن يكون لمرحلة الإعداد الرحمي (الجنينية) لبضعة النبي الأكرم صلى الله
عليه وآله وسلم خصوصياتها وسماتها المتفردة.
فمثلما كانت المرحلة الجنينية لنبي الله عيسى عليه السلام تحظى بسماتها
الخاصة كشاهد على تلك المنهجية القرآنية والتدبير الإلهي فإن هذه المرحلة من حياة
فاطمة عليها السلام لها سماتها الخاصة؛ إلا أن الفارق بين السعة في بيان المرحلة
الرحمية لعيسى عليه السلام وبين بقية الشواهد الجنينية لنبي الله إسحاق عليه
السلام اقتصرت على بيان كبر سن إبراهيم وزوجه سارة وكذا حال نبي الله يحيى عليه
السلام وكبر سن زكريا عليهم السلام.