قال: قلت له: جعلت فداك وسع عليّ في الجواب، فإني والله ما أسألك إلا
مرتاداً([223])؟
فقال:
«نحن من شجرة برأنا الله من
طينة واحدة، فضلنا من الله، وعلمنا من عند الله، ونحن أمناء الله على خلقه،
والدعاة إلى دينه، والحجاب فيما بينه وبين خلقه، أزيدك يا زيد؟».
قلت: نعم، فقال:
«خلقنا
واحد، وعلمنا واحد، وفضلنا واحد، وكلنا واحد عند الله عزّ وجل».
فقلت: أخبرني بعددكم؟، فقال:
«نحن اثنا عشر هكذا حول عرش ربنا جل وعزّ في مبتدأ
خلقنا، أولنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد»)([224]).
المسألة الرابعة: ما هي الحكمة في
تعدد الأمكنة التي أخذت منها الطينة المسعودة لخلق أبدان محمد صلى الله عليه وآله
وسلم وعترته E
إن تعدد الأمكنة التي أخذت منها الطينة المسعودة في خلق محمد صلى الله
عليه وآله وسلم وعترته يدل بحسب الظاهر على وجهين:
الوجه الأول: للتشريف
هو تشريف لهذه الأمكنة لكون النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أشرف
ما خلق الله عزّ وجلّ.