responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 141

الخلق، فالروح من عالم الأمر والجسد من عالم الخلق فالروح لا تتدرج في النمو إنما الذي ينمو هو البدن وهو الذي يتدرج.

وعالم الروح طاهر نوراني وعالم البدن مركب ظلماني، والروح باقية، والبدن فانٍ والمتوفى الذي حضر أجله لا تموت فيه الروح إنما في الحقيقة الذي يموت هو البدن لخروج الروح منه. وهذا يعني أن الأشياء التي مصدرها عالم الأمر كالروح فهي باقية حيّة وتبعث الحياة في الأجسام التي خلقت من عالم الخلق وما الحياة في عالم الخلق إلاّ لحلول جزء من عالم الأمر فيها وهي الأرواح فإذا تركت الروح الجسد عاد الجسد إلى عالمه الذي خلق منه وأخذ حالته وصفته وطبعه الذي جعله الله فيه؛ ومن طباع عالم الخلق الفناء والاضمحلال والزوال.

ومن هنا: نجد أن نبي الله الخضر عليه السلام كان إذا جلس على جذع يابس اخضر وإذا مشى على الأرض الميتة اخضرت، ولهذا سمي (بالخضر)، والسر في ذلك وعلته، إنه عليه السلام شرب من ماء الحياة، وماء الحياة هو ماء من عالم الأمر الذي تكون الأشياء فيه باقية حية وتبعث الحياة في الأجسام الميتة بإذن الله تعالى، وهي حقيقة نص عليها القرآن في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَـٰذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُۚ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا) ([189]).


[189] سورة الكهف، الآيات: 60 و 61 و 62 و 63.

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست