وهناك من يجعل أصل الكلمة يعود إلى (شبم) وهو البرد([185])، وعلى كل التقادير، فهي مدينة عربية ترجع إلى همدان، وأنا أعتقد أن المهمّ ليس هذا، وإنّما المهمّ هو الذي جرى وحصل لهذه المدينة حينما جاء الإسلام، حيث أخذت القبائل العربية تفد على رسول الله’ بحفاوة كبيرة وإكبار، ومنها قبيلة شبام حيث أعلنت إسلامها وقبلها رسول الله’ ودعا لهم، وبعث عليهم زياد بن لبيد البياضي والياً عليهم من قبله ([186])، فجاء هذا الصحابي الجليل واتّخذ شبام عاصمة ومقرّاً له.

ومن هذه المدنية انطلقت جملة من الثورات، كثورة عبد الله بن يحيى الكندي، سنة 128 هـ([187])، على الحكم الأموي الظالم، حيث استطاع ان يستولي على الحكم في قبا والمدينة سنة 130 هـ ، ولكن الثورة لم تستمرّ، حيث قتل آخر المطاف([188])، وهناك ثوارت أخرى خرجت من هذه المدنية سواء في العصر الأموي أو العباسي ضد الظلم والظالمين.

دور قبيلة شبام في صفين

لقد تميّزت قبيلة شبام بدورٍ مُميَّز جداً في واقعة صفين، حيث قدموا الدماء رخيصة في نصرة الإمام أمير المؤمنين(علیه السلام)، حتى ورد (وكما سيأتي بعد ذلك) في كتب التأريخ، أنّ ما من بيت في هذه القبيلة إلا وقدّم شهيداً أو أكثر في صفين.

[185] . لسان العرب، مادّة شبم: 2189 .

[186] . الإصابة رقم (2866) .

[187] . نتف من تاريخ حضرموت 1 : 216 .

[188] . نتف من تاريخ حضرموت 1 : 216 .