أمّا الثاني: وهو المهاجر بن أوس، فلم
يكن أقلّ من صاحبه شرّاً وجرأة على الله ورسوله، فقد ارتكب من الجرائم ما لا يعلم
بها إلاّ الله، فقد نقل التاريخ عنه صوراً من الخسّة والحقارة، حيث انبرى المهاجر
بن أوس إلى الحسين مفتخراً ومتباهياً بقطع الماء عن الحسين بقوله: «يا حسين، ألا
ترى الماء يلوح كأنّه بطون الحيّات، والله لا تذوقه أو تموت دونه. فقال الحسين(علیه السلام) إنّي
لأرجو أن يوردنيه الله ويحلّئكم عنه»([93])، وهكذا ينقل التأريخ عنه صور الإجرام، حتى أنّه اشترك في قتل زهير بن
القين مع صاحبه كثير بن عبد الله الشعبي، يقول المقرم في مقتله: «وخرج بعد زهير بن
القين...، وهو يقول:
أنا
زُهيرٌ وأنا ابنُ القَينِ
أذُودُكُمْ
بالسيف عن حسينِ
فقتل مائة وعشرين، ثمّ عطف عليه كثير بن عبد الله الشعبي
والمهاجر بن أوس فقتلاه»([94]).