من القتل سواء من أهل البيت* أو من الأصحاب، ومن ثم فلا يمكن لنا والحال هذه إلاّ أن نبذل تمام الجهد وكامل الوسع من أجل الأخذ بما يمكن أن يكون أكثر انسجاماً مع الأحداث والوقائع، وهذا بتقديري غير يسير على كلّ خبير.

وعلى كلّ حال، فإنّي سأذكر أقوال العلماء وآراءهم في هذا الموضوع وما ذكروه من عدد اطمأنّوا إلى أنّه هو العدد الذي كان مع سيّد الشهداء في كربلاء، سواء أكانوا من أرباب المقاتل الحسينية القديمة أم من المؤرّخين، أم من سائر العلماء الذين تعرّضوا لحادثة كربلاء وتناولوها من زوايا وجهات أدبية أو اجتماعية أو سياسية أو ما شاكل ذلك، ولقد بذلت جهداً ليس بالقليل في تتبّع أقوالهم وترتيبها على أساس العدد الذي أوردته في تلك الآراء وعزلت في الوقت نفسه قائمة الشهداء من بني هاشم عن قائمة الشهداء من سائر الأصحابy.

أمّا فيما يتعلّق بالشهداء من بني هاشم فقد ذكر العلماء ما يلي:

أنّهم كانوا (13) كما يقول المسعودي في مروج الذهب([37])، وهو أقلّ عدد روي في ذلك.

أنّهم كانوا (14) كما يقول الخوارزمي في مقتله.([38])

أنّهم كانوا (16) كما في رواية أخرى للخوارزمي في مقتله، يذكرها عن الحسن البصري([39])، ورواية الحصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبادة.

[37] مروج الذهب للمسعودي: ج3 ص71.

[38] مقتل الخوارزمي: ج2 ص47.

[39] مقتل الخوارزمي: ج2 ص47، أنصار الحسين للشيخ محمد مهدي شمس الدين: ص46.