responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 23

فو الله ما هذه بساعة باطل، قال برير: والله لقد علم قومي أنّي ما أحببت الباطل شابّاً ولا كهلاً، ولكنّي لمستبشر بما نحن لاقون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلاّ أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم، ووددت أنّهم مالوا علينا الساعة».([28])

5. تشخيص الأولويّات

مشكلة الكثيرين من الدعاة والعاملين لله سبحانه وتعالى تكمن في عدم تشخيص الاولويات، فيعمل بما تكليفه الترك ويترك بما تكليفه العمل، ويقدّم ما تكليفه التأخير ويؤخّر ما تكليفه التقديم، وهكذا، ومثل هذا المرض قد يصيب الأمّة بكاملها بكلّ قياداتها وزعاماتها، بحيث إنّ الجميع يخطئون في تقدير ما يحسن فعله وما لا يحسن فعله في ذلك الوقت، بينما نجد العكس عند أصحاب الحسين(علیه السلام)، فوضوح الرؤية عندهم كانت بادية للعيان بشكل كبير تجاه الأولويّات التي ينبغي عليهم أن يفعلوها لتحقيق أهدافهم الكبرى، ومن ثم ما كانوا ليعتذروا بأمور أخرى أقلّ أهمّية من أدائهم مثل هذا التكليف، صحيح ربّما كان قيامهم بمثل هذا التكليف يمنعهم أو يحرمهم من الوعظ والإرشاد وتبليغ أحكام الإسلام والدفاع عن معارف أهل البيت وعلومهم، بل إنّ أداء مثل هذا التكليف لسوف يمنع بعضهم من القيام لصلاة الليل وطرق أبواب الفقراء والمساكين واليتامى والمحتاجين. لقد شخّص أصحاب الحسين(علیه السلام) من خلال قانون ومقياس المهمّ والأهمّ في دائرة أحكام الشريعة أن لا مجال للخوض في أيّ جزئية من الجزئيّات السابقة، مهما عظمت وجلّت، مع ترك النصرة والدفاع عن الإسلام


[28] المجالس الحسينية للشيخ محمد جواد مغنية: ص101.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست