responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 216

«خرج الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، ومعه عطر يريد الحيرة، وكان بالحيرة سوق يجتمع اليه الناس كلّ سنة، وكان النعمان بن المنذر قد جعل لبني لأم بن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بن ذهل بن رومان بن حبيب بن خارجة بن سعد بن فطنة بن طيّئ، ربع الطريق طعمة لهم، وذلك لأنّ بنت سعد بن حارثة بن لأم كانت عند النعمان بن المنذر، وكانوا أصهاره، فمرّ الحكم بن أبي العاص بحاتم بن عبد الله، فسأله الجوار في أرض طيّئ حتى يصير إلى الحيرة فأجاره، ثمّ أمر حاتم بجزور فنحرت وطبخت أعضاء فأكلوا، ومع حاتم ملحان بن حارثة بن سعد بن الحشرج، وهو ابن عمّه، فلمّا فرغوا من الطعام طيّبهم الحكم من طيبه ذلك، فمرّ حاتم بسعد بن حارثة بن لأم وليس مع حاتم من بني أبيه غير ملحان، وحاتم على راحلته وفرسه تقاد، فأتاه بنو لأم فوضع حاتم سفرته وقال: أطعموا حيّاكم الله، فقالوا: من هؤلاء معك يا حاتم؟ قال: هؤلاء جيراني، قال له سعد: فأنت تجير علينا في بلادنا»([414]).

فلم يكن يقبل أن يجار أحد على أرضه دون أن يكون هو المجير، حتى ولو كان الذي أجار هو حاتم الطائي نفسه، صاحب الباع الطويلة في الكرم والجود والعطاء، وحسب اعتقادي أنّ هذه الخصال لابدّ وأن تترك أثرها في أبناء هذا الرجل وأحفاده، فإن لم يكونوا مثله فلا أقلّ من أن يكونوا في درجة ممدوحة من ذلك، وعلى كلّ حال سيكون عندهم استعداد وميول نحو هذه الخصال والصفات المحمودة.


[414] الأغاني: ج17 ص369.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست