responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 178

بذل الجهد الذي استمرّ لفترة ليست باليسيرة، وصلت إلى قناعة من خلال النصوص والوثائق إلى أنّ هؤلاء كانوا من سادات القوم ورؤساء العشائر، ولهذا كانوا قادرين على السيطرة على الموقف لو قدر للثورة أن تنتصر، وتمكنوا من الاستيلاء على الحكم، وكانوا قادرين إذا لم يتح لهم النصر ـ كما حدث في الواقع ـ أن يفجّروا طوفاناً من الغضب ضدّ الحكم المنحرف في قلوب جماهير غفيرة من الناس، وأن يضعوهم على طريق الوعي الحقيقي، وأن يجعلوا منهم جمهوراً يغذّي الثورات باستمرار، وهذا ما حدث في الواقع»([337]). وربما كان لأجل ذلك كلّه أن حصلت ردّة فعل عند السلطة الأموية آنذاك كبيرة جداً، ربما وصلت إلى درجة الهستيريا في التعامل مع هؤلاء الثوّار، حيث قطع رأس مسلم بن عقيل ورمي بجسده إلى الأرض، وجرّ هاني بن عروة في الأسواق، ورمي بجسد عبد الله بن يقطر من أعلى القصر، وهكذا قيس بن مسهر الصيداوي، بل حتى قطع الرؤوس الشريفة لشهداء كربلاء وحملها على أطراف الأسنّة والدخول بها وهي معلّقة عليها إلى المدن، وأولها الكوفة، إنّما كان لأجل إدخال الرعب على قلوب الكوفيّين الذين يرتبطون مع هؤلاء بصلة قبلية وعشائرية وإيمانية من أن يتّخذوا نفس الموقف لأنّ النتائج سوف تكون كهذه النتائج؛ رؤوس معلقة على الرماح، وأجساد ترضّها الخيول. ومن هنا نعرف لماذا كان أكثر في أنصار الحسين من عرب الجنوب وإن كان فيهم عدداً من عرب الشمال، ولكنّ الأغلب كانوا من عرب الجنوب، ومنهم هذا الشهيد الذي نتحدّث عنه.


[337] نفس المصدر: ص202.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست