responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 168

عن الشهيد الكربلائي، عن ابن مسعود قوله: مرّ الملأ من قريش على رسول الله وعنده خبّاب وصهيب وبلال وعمّار فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء؟ أهؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نصير معك تبعاً لهؤلاء؟ أطردهم فلعلّك إن طردتهم أن نتّبعك، فنزل قوله تعالى:

{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ}.

وورد في رواية أخرى، عن الشهيد، عن ابن مسعود قوله: فنزلت:

{وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} ([319]).

هكذا ينقل الينا الشهيد الكربلائي كيف عانى رسول الله من قومه، كيف أرادوا له أن يترك الفقراء والمساكين ويتوجّه اليهم فقط لأنّهم أصحاب الأموال والجاه والحظوة ولكنّه أبى إلاّ أن يبقى معهم ويثبت من أجلهم، وباعتقادي أنّ رسول الله’ لو سمع قولهم وطرد تلك الثلّة المؤمنة واتّجه إلى أصحاب الغنى والأموال، لما كانت عقيدته لتأخذ كلّ هذا المدى وتعطي كلّ هذا الأثر.

ويبدو أنّ هذا هو المنهج نفسه الذي قد اتّبعته الأقوام السابقة مع أنبيائها، حيث ينبّئنا القرآن بخبرهم ويقول عن لسانهم:

{وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} ([320]).

وهذا دليل على أنّ الأنبياء ما كانوا ليتّبعهم سوى من عاش الألم والمعاناة


[319] سورة الأنعام، الآية: 52.

[320] سورة هود، الآية: 27.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست