الفتيين الجاريين، يقول أبو مخنف في مقتله: «وجاء الفتيان الجابريان: سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد بن سريع وهما ابنا عمٍّ وأخوان لامٍّ، فأتيا حسيناً(علیه السلام) فدنيا منه، وهما يبكيان، فقال(علیه السلام): أي ابني أخي، ما يبكيكما؟ فوالله، أنا لأرجو أن تكونا قريري عين عن ساعة« قالا: جعلنا الله فداك ، لا والله ما على انفسنا نبكي ولكنّا نبكي عليك، نراك وقد أحيط بك ولا نقدر على ان نمنعك، فقال(علیه السلام): فجزاكما الله ـ يا ابني أخي ـ بوجدكما من ذلك ومواساتكما إيايّ بأنفسكما أحسن جزاء المتّقين<.

ثم استقدم الفتيان الجابريان يلتفتان إلى حسين(علیه السلام)، ويقولان: السلام عليك يا بن رسول الله، فقال(علیه السلام): «وعليكما السلام ورحمة الله< فقاتلا حتى قتلا.

وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي فقام بين يدي حسين(علیه السلام) فأخذ ينادي...<([253]).

القسم الثاني: يرى أن الشهيد (رض)، قد التحق بالرفيق الأعلى بعد شهادة برير بن خضير يقول السيد المقرّم في مقتله: «ولما رجع كعب بن جابر إلى اهله عتبت عليه امرأته النوار وقالت: أعنت على ابن فاطمة وقتلت سيّد القراء ([254])،

لقد أتيت عظيماً من الأمر، والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبداً... إلى يقول ونادى حنظلة بن أسعد الشبامي: ياقوم...<([255]).

القسم الثالث: وهي التي ترى ان شهادته (رض)، كانت بعد شهادة عمرو بن

[253] مقتل أبي مخنف: 234 ـ 235/ تحقيق الشيخ اليوسفي.

[254] تعني به الشهيد برير بن خضير الهمداني حيث كان يعرف من شيوخ القراء في مسجد الكوفة.

[255] مقتل الحسين للمقرّم: 250 ـ 251 .