ما يمكن أن يكون محل الدرس والعظة والعبرة فيها.

وهكذا كانت شخصية الشهيد أبو الشعثاء الكندي حيث عُدّ من جملة رجالات الطبري في تفسيره كما سيأتينا عند الحديث عنه في الجزء الأول من هذه الموسوعة، وهذا فيض من غيض الشهداء الكربلائيين (رض)، الذين ينبغي علينا أن نقدم للناس آثارهم وما قدموه لتكون لنا مناراً يُهتدى به.

ولقد بذلت جهدي أن أجعل هذه الموسوعة - التي ربما تمتد في أجزائها إلى اثني عشر جزءاً بإذن الله تعالى - سهلة سلسة في كلماتها ومواضع العظة والعبرة بها مبتعداً قدر الاستطاعة عن التعقيد والصعوبة من أجل أن تكون - وهذا ما نريده ونتأمله - أقرب إلى فهم عامة الناس لتكون الفائدة أعم، وإني إذ أقدم هذا الجزء الأول أتمنى منه سبحانه وتعالى أن يعينني على إتمام بقية الأجزاء الأخرى، فإن حق هذه الفئة من الناس علينا كبير بل لا يوجد مسلم في شرق الأرض وغربها عَلم بذلك أم جَهِلَ إلا وفي رقبته حق لهم عليه.

ولا يفوتني أن أدعو الله - وهذا من الواجب عليّ - لكل أولئك الذين كان لهم الفضل والمنة عليّ في انجاز مثل هذا العمل سواءً بالفكرة والنصيحة والإرشاد أو بالحث والدفع والنصرة أو بالمراجعة والتدقيق والتصحيح أو بالدعاء لنا