نعم اُلفت في حقهم بشكل خاص مجموعة من المؤلفات مشكورةً أمثال «أنصار الحسين< للعلامة المرحوم محمد مهدي شمس الدين و«وسيلة الدارين< للسيد الزنجاني و«الحدائق الوردية< للمؤرخ الزيدي حميد بن أحمد المحلي و«إبصار العين< للشيخ محمد السماوي وأمثال هذه الكتابات، ولكنها كانت تتحدث بشكل مقتضب عنهم (رض)، حتى أن بعض المترجم عنهم لا يتعدى الحديث عنه السطرين أو الثلاثة، وحتى لو كُتب عنهم فإن مستوى هذه الكتابات إنما هو في حدود واقعة كربلاء، أو ما يرتبط بها كثورة مسلم بن عقيل في الكوفة، والذي لا يتعدى في أفضل الأحوال عدد الأصابع من الشهداء وبقي الكمُّ الغفير في دائرة الظلام لا يذكرون ولا يتحدث عنهم ولا يسلط عليهم الضوء بل ولا تعرف حتى أسماؤهم، وهذا لعمرك ظلم كبير وتعدٍّ عظيم على مثل هذه الشخصيات الكبيرة والمهمة في نفس الوقت، والتي ينبغي أن يُشار إليهم وإلى ما قدموا من أعمال جليلة وكبيرة للإسلام وللمسلمين.

من هنا فقد رأيت من اللازم علينا أن نتحدث عن هذه الشخصيات وما يرتبط بها من أمور وأحداث.

وكانت البداية عبارة عن مجموعة من المجالس المتناثرة التي ألقيت في الكويت حول شهداء الطف، حيث أخذتُ أتحدث عنهم بشكل مستقل في كل ليلة فرأيت أن التفاعل بدأ يكبر والانشداد بدأ يزداد وأخذت الأسئلة تترى وتتسع حولهم (رض)، بل وأخذت الدعوات تأتيني من قبل الكثيرين من الأخوة الأعزاء والذين كانوا يحضرون مجالسنا في ضرورة تدوين هذه المعلومات مع مصادرها