ومن خصائص مكة المكرمة تحريم القتال فيها، وكلّ شيءٍ فيها آمن، حتى الحيوانات والنباتات، وهي مصلى إبراهيم، قال تعالى:
{وَعَهِدْنَا إلى إبراهيم وَإسماعيل أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[99].
وحتى الكلام هناك له ضوابط أمنية، قال تعالى:
{فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجِّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ}[100].
وكذا توفر فيها الأمن الاقتصادي حيث أمرت الآيات بإطعام الجائع والمحتاج.
2 ـ نموذج المذهب والفكر الذي يوفر الأمن
عرض القرآن الكريم إنموذجاً للتفكير الصحيح وبيَّن متابعته للعقل، وهو مذهب وأسلوب تفكير إبراهيم عليه السلام والذين آمنوا معه، قال تعالى:
{قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبراهيم والَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ ومِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وبَدا بَيْنَنا وبَيْنَكُمُ العَداوَةُ والبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إبراهيم لأَِبِيهِ لأََسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وما أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وإِلَيْكَ أَنَبْنا وإِلَيْكَ المَصِيرُ}[101].
[99] سورة البقرة: 125.
[100] سورة البقرة: 197.
[101] الممتحنة: 5 ـ 7.