ثمّ إنّ التشجيع على العمل والترغيب في التجارة والصناعة من الأمور التي أوصى بها الإسلام، فمن رسالة للإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر:

«وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج؛ لأنّ ذلك لا يدرك إلا في العمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أضر بالبلاد وأهلك العباد ولم يستقم أمره إلا قليلاً»[567].

4. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

من أهمّ الأركان والأعمدة الشاخصة لإرساء الاستقرار والأمن الاجتماعي وتثبيته في النظام الإسلامي، هو فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أكّد عليها القرآن الكريم كثيراً وأخذها بعين الاعتبار في خطته الاجتماعية، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة ووظيفة خطيرة إلى جانب الأركان الأخرى، مثل الصلاة والصوم والزكاة، وهو من أعلى وأشرف الواجبات، ووجوبه من ضروريات الدين التي يحكم بكفر من ينكرها عند التوجه إلى وجوبها، كما جاء على لسان العلماء أنّ الأمر بالمعروف وهو الحمل على الطاعة قولاً وعملاً والنهي عن المنكر هو المنع من فعل المعاصي قولاً وفعلاً[568].

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جملة أعمال الأنبياء عليهم السلام، كما أنّ هذه الفريضة ورد ذكرها في كثير من الآيات المختلفة، فقد ورد في وصف النبي إسماعيل، قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الكِتابِ إسماعيل إِنَّهُ كانَ صادِقَ

[567] نهج البلاغة، محمد عبده، الرسالة:53، ج3، ص96.

[568] انظر: شرح اللمعة, الشهيد الثاني, ج2 ص409.