responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة المؤلف : النماني، خالد    الجزء : 1  صفحة : 107

الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً * وَإِنِّي خِفْتُ المَوَالِيَ مِنْ وَرَائي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً}[250] وقد اعتبر المولى تبارك وتعالى استجابة دعاء زكريا عليه السلام بمثابة البشرى التي يزفها لنبيه عليه السلام، قال تعالى: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً}[251]، فإنّ الخوف والقلق النفسي قد انتابه عليه السلام بعد أن بلغ من الكبر عتياً، فهو وإن لم يكن هذا الخوف راجعاً إلى نفسه، ولكن خوفه من عدم وجود أحدٍ من آل يعقوب عليهم السلام يقوم بحمل هذه الأمانة والمواثيق والعهود الإلهية، فهو خوف راجع إلى الأمم من بعده، فهذا هو ديدن الأنبياء والأولياء عليهم السلام، وهو أمر فطري قد جُبلوا عليه، لما فيه من كمال النفس واطمئنانها وارتياحها.

وهكذا فإنّ العائلة لما لم ترزق بمولود بسبب أو بآخر، تشعر بعدم الأمن والإطمئنان، لأنّ الولد يمثّل الامتداد الطبيعي للعائلة في الحياة الدنيا، بل قد يكون وجوده نافعاً لهم بعد ارتحالهم عنها، كما جاء في الحديث الشريف: «ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنة هدى سنها فهي يعمل بها بعد موته، أو ولد صالح يدعو له»[252].

وقد طرح القرآن الكريم حلاً لهذه المشكلة من خلال التبني بشروط معينة


[250] سورة مريم: 4-6.

[251] سورة: مريم 7.

[252] الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، ج7، ص56.

اسم الکتاب : الأمن في القرآن الكريم والسنة المؤلف : النماني، خالد    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست