اسم الکتاب : عقيلة قريشٍ آمنة بنت الحسين (س) الملقبة بسكينة المؤلف : الحلو، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 55
من قطع أعطيتهم، فضلاً عمّا يرجونه من الجوائز إذا أحسنوا إرضاءهم[59].
هذا هو ديدن بني أمية وأمثالهم، وإذا أرادوا أن يدفعوا وصمة الإسراف من
بيت المال وهو حال الخلفاء، فإنّ آل علي عليه السلام لم يُعرفوا بذلك، بل كان
عطاؤهم لله تعالى غير متجاوزين على غيرهم، ويرون أنّ التعدّي في صرف الأموال في
غير حقها خيانة للمسلمين، لذا وجد أعداؤهم أن يلصقوا بهم هذه التهمة للتخفيف عما
ارتكبه أسيادهم، الذين عاثوا في أموال المسلمين، ومنعوا خيارهم ووصلوا فسّاقهم،
وقد عُرف عن آل علي عليه السلام ورعهم في الأموال، وزهدهم وإنفاقهم في سبيل الله
تعالى.
النموذج الثالث
روى أبو الفرج، عن حمّاد، عن أبيه، عن أبي عبد الله الزبيري قال: اجتمع
بالمدينة راوية جرير، وراوية كثير، وراوية جميل، وراوية نصيب، وراوية الأحوص،
فافتخر كلّ منهم بصاحبه، وقال: صاحبي أشعر فحكّموا سكينة بنت الحسين[60].
والخبر كسابقه، إلاّ أنّهم استبدلوا الشعراء برواتهم، وهو أضعف من غيره
كما ترى.
النموذج الرابع
[59] تاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان: ج1، ص229.