اسم الکتاب : عقيلة قريشٍ آمنة بنت الحسين (س) الملقبة بسكينة المؤلف : الحلو، محمد علي الجزء : 1 صفحة : 104
الأمر إلى علي عليه السلام ظنّاً منه أنّ الفرص السياسية قد سنحت به بعد
أن قاد معارضته السياسية ضد نظام نقم عليه المسلمون، وحسِبَ أن سيكون له موطئ قدم
في العهد الجديد حينئذ.
قال اليعقوبي في تاريخه: وأتى علياً طلحة والزبير فقالا: إنّه قد نالتنا
بعد رسول الله جفوة فأشركنا في أمرك، فقال: أنتما شريكاي في القوّة والاستقامة
وعوناي على العجز والأود[146].
ومعنى ذلك أنّ علياً عليه السلام لم يشركهما في الأمر، فسارا إلى البصرة
يطالبنان بدم عثمان ومعهما عائشة وهم من خلال ذلك يطمحون للوصول إلى مآربهم
السياسية، فكانت وقعة الجمل التي ذهب ضحيتها آلاف المسلمين ولقي طلحة والزبير
حتفهما في مغامرة سياسية فاشلة، ولعبة لم يحكما أمرها بعد، فقُتلا على يد من خرجا
معهم، ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله.
آل الزبير... تقليدية عداء
ومنافساتٌ سياسية محمومة
وضعت الحرب أوزارها بعد هزيمة حلفاء الجمل عائشة وطلحة والزبير، إلاّ أنّ
العَداء لآل علي لم ينته بعد، والمنافسات السياسية لم تحط رحالها، وروّاد مدرسة
الجمل قد بدأ نشاطهم توّاً، فهذا عبد الله بن الزبير يتربّص الأحداث، ويتحيّن
الفرص، ولم يكن في همّه إلاّ الحصول على مبادرات المناصب التي ستتركها أحداث ما
بعد يزيد.