تقدير الكلام في آيات القرآن... بين الوهم والحقيقة

في أحد الأيام وبينما كنّا في درس أصول الفقه، والمتن لأحد مشاهير العلماء سألت الأُستاذ مستفسراً عن إمكانية توجيه إحدى العبارات على غير ما كان يفهم الأستاذ، فأجابني بما معناه: هذا لا يمكن لكون هذا الكتاب دقيق العبارة وصاحبه قد قام بعدِّ أحرفه حرفاً حرفاً بحيث لا يمكن ان يخُلّ بمعناه بهذا التقدير والتوجيه. وهذا الجواب (المبالغ فيه) جرّ وراءه سؤالاً آخر وهو: لو كان البشر بهذه الدقة فلم لا يكون الله أولى بهذا في كتابه؟ ولماذا لا نعامل القرآن بهذا الاحترام؟! ولماذا يقوم اللغويون والمفسرون بتوجيه العديد من الآيات والتراكيب القرآنية بما يخلع عن تلك الآيات بلاغتها ورونقها لتصبح كلاماً عادياً لا مزية فيه؟! فكلام الله أولى بهذا الاحترام من كتب عباده!