responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث لفظية قرآنية المؤلف : العقيلي، عبدالرحمن    الجزء : 1  صفحة : 153

{قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} (طـه:96)..

فاستعمال كلمة (بَصُرْتُ) إما يكون بمعنى رأيت (بالعين) فيكون المعنى: رأيت ما لم يراه الناس..كما احتمله الشيخ الطوسي في تفسيره [102]

وإما أن يكون بمعنى علمت (أي بقوة غير طبيعية) فيكون المعنى: علمت بما لم يعلموا به.. كما احتمله الطبرسي في تفسيره [103] إضافة لاحتماله المعنى الأول. أما لماذا أتت الكلمة بهذا الوضع (بصرت) ولم يقل (أبصرت) فقد يكون ذلك لنكتة كامنة في القصة كما قال تعالى:

{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} (القصص:11).

فالموردان اللذان انفردا بهذه اللفظة بصيغة المفرد في القرآن يشتركان بأن صاحبيهما (أخت موسى والسامري) كانا يختلسا الرؤية، فأخت موسى كانت تتبعه وتقص أثره من حافة النهر وهو في الوعاء الذي وضعته فيه أمه وألقته في ماء النيل، أما السامري فقصته معروفة حيث إنه انفرد بان رأى ما لم يره غيره من آثار الرسول (جبريل) على الأرض وهذا بمنزلة الاختلاس والانفراد بالنظر (هذا إن كانت (بصرت بما لم يبصروا به) تعني رأيت ما لم يروه..أما لو كانت تعني (علمت بما لم يعلموا به من الآثار العجيبة التي يتركها حافر الفرس الذي كان ينقل الرسول) كما جاء في الروايات فالمعنى يكون أقرب للسرية


[101] التبيان - ج7 - ص203

[102] مجمع البيان - ج 7 - ص51

اسم الکتاب : بحوث لفظية قرآنية المؤلف : العقيلي، عبدالرحمن    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست