دال: وحذرت الروايات عن مجاورة الجار السوء لكي نتجنب الوقوع في الخلافات والوصول إلى حالة العداء والنفرة كما في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليهما السلام:

«يا عليُّ، أربعةٌ مِن قَواصِمِ الظَّهْرِ:... وجارُ سَوءٍ في دارِ مُقامٍ»[1384].

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال:

«أعوذُ باللهِ من جارِ السَّوءِ في دارِ إقامةٍ، تَراكَ عَيناهُ ويَرْعاكَ قَلْبُهُ، إنْ رآكَ بخَيرٍ ساءَهُ، وإنْ رآك بشَرٍّ سَرَّهُ»[1385].

وقال الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام:

«جارُ السَّوءِ أعظَمُ الضَّرّاءِ وأشَدُّ البَلاءِ»[1386].

وعلى ضوء ما تقدم دعانا أهل البيت عليهم السلام بالبحث عن الجار قبل النزول في الدار كما ورد في الحديثين التاليين:

- قال الإمام علي عليه السلام:

«جاءَ رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنّي أرَدْتُ شِراءَ دارٍ، أينَ تأمُرُني أشْتَري في جُهَيْنَةَ أمْ في مُزَيْنَةَ أمْ في ثَقيفٍ أمْ في قُرَيشٍ؟ فقالَ لَه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الجوارُ ثُمَّ الدّارُ، والرَّفيقُ ثُمَّ السَّفَرُ»[1387].

[1384] ميزان الحكمة: ج2، ص180، ح3173؛ الخصال: 206/ 24.

[1385] ميزان الحكمة: ج2، ص280، ح3174؛ الكافي للكليني: 2/ 669/ 16.

[1386] ميزان الحكمة: ج2، ص180، ح3176؛ غرر الحكم: 4734.

[1387] ميزان الحكمة: ج2، ص181، ح3170؛ الجعفريّات: 164.