سخرية وإصرار

وضع أسامة رأسه على الوسادة بعد ان نام الجميع، وأخذ يفكر في أحداث النهار، واسترجع فقرات حواره مع خالد كي لا ينساها، وكم تندم لعدم أخذه دفتره وقلمه معه كي يقيد الحوار الذي دار، فهو لم يتوقع أن يكون الحوار بهذا الشكل من الاستشهاد بالآيات والروايات، فهو قد توقع أن يكون حواره مع خالد شبيه بدرس الأستاذ الذي حضر عنده في المسجد، لأن أستاذ المسجد لم يقدم في درسه آية ولا رواية، واكتفى بالتشكيك تارة وبالنفي تارة أخرى، فقرر ان لا ينسى في لقائه الآخر مع خالد أخذ دفتره وقلمه، ولماذا الدفتر والقلم؟، أليس من الأفضل أخذ جهاز تسجيل؟، لأن الكتابة تضيع عليه فرصة استيعاب جميع فقرات الحوار، وتجعله منصرف الفكر إلى الكتابة فقط دون الفهم الدقيق للكلام.

ولكن تبقى هنالك مشكلة أساسية وهي ان مدرس المسجد ما زال إلى الآن يبث أفكاره في المسجد، وما زال جمع غفير من الشباب يذهبون إليه، ويأخذون من فكره، ويتأثرون بكلامه، وليس للجميع معرفة بأن أقوال أستاذهم ما هي إلا أفكار شخصية ليس لها رصيد من الحقيقة ولا البرهان.