responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفضيل السيدة الزهراء (س) على الملائكة والرسل والأنبياء المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 376

معنى الشفاعة ومفهومها يدل على شمولها للعاصي والمطيع

ثانيا: معنى الشفاعة ومفهومها يدل على ذلك أيضا، إذ ان الشفاعة ليست إلا ضم موجود إلى آخر بهدف تقويته وإعانته وإيصاله إلى مستوى كمالي يستحق من خلاله أن تشمله الرحمة الإلهية[418]، وهذا المعنى من الشفاعة حاصل للنبي والأئمة + حتى في دار الدنيا، لأن الموجودات كلها إنما تكاملت وتدرجت في مراحل الكمال بسبب وجودهم +، فبانضمامهم إلى هذا الوجود تكامل الوجود وبهم تكامل الإنسان وصار مؤمنا واستحق ان ينال رضا الله سبحانه ويدخل الجنة[419]، ويوم القيامة لو جاء العبد بعمل الثقلين ولم يأتِ


[418] قال الراغب الاصفهاني في المفردات في غريب القرآن ص263: (والشفاعة: الانضمام إلى آخر ناصرا له وسائلا عنه وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى حرمة ومرتبة إلى من هو أدنى. ومنه الشفاعة في القيامة).

وقال العيني في عمدة القاري ج2 ص127: (الشفاعة مشتقة من الشفع، وهو ضم الشيء إلى مثله، كأن المشفوع له كان فرداً فجعله الشفيع شفعاً بضم نفسه إليه، والشفاعة: الضم إلى آخر معاوناً له، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى مرتبة إلى من هو أدنى).

وقال مكارم الشيرازي في تفسيره الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج1 ص200: (كلمة "الشفاعة" من "الشفع" بمعنى "الزوج" و "ضم الشيء إلى مثله"، يقابلها "الوتر" بمعنى "الفرد" . ثم أطلقت على انضمام الفرد الأقوى والأشرف إلى الفرد الأضعف لمساعدة هذا الضعيف).

[419] وفي هذا المعنى روايات كثيرة منها ما رواه الكليني في الكافي ج1 ص144: (... قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده، بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار، وجرت الأنهار وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض وبعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله).

ومنها ما رواه الصفار في بصائر الدرجات ص83: (عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الأنبياء ونحن أمناء الله ونحن حجة الله ونحن أركان الإيمان ونحن دعائم الإسلام ونحن من رحمة الله على خلقه ونحن الذين بنا يفتح الله وبنا يختم ونحن أئمة الهدى ونحن مصابيح الدجى ونحن منار الهدى ونحن السابقون ونحن الآخرون ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسك بنا لحق ومن تخلف عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين ونحن خيرة الله ونحن الطريق وصراط الله المستقيم إلى الله ونحن من نعمة الله على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين إلينا مختلف الملائكة ونحن السراج لمن استضاء بنا ونحن السبيل لمن اقتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عز الإسلام ونحن الجسور القناطر من مضى عليها سبق و من تخلف عنها محق ونحن السنام الأعظم ونحن الذين بنا نزل الرحمة وبنا تسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا ونصرنا وعرف حقنا وأخذ بأمرنا فهو منا والينا).

اسم الکتاب : تفضيل السيدة الزهراء (س) على الملائكة والرسل والأنبياء المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست