responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفضيل السيدة الزهراء (س) على الملائكة والرسل والأنبياء المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 30

حينها شعر أسامة برغبة شديدة في ترك الذهاب مجددا إلى درس الغد في المسجد، بل وترك الذهاب إلى المكتبة ورؤية صديقه خالد مرة أخرى، وترك التفكير في ما عاشه من حيرة والذهاب إلى كرة القدم ونسيان الأمر بالكلية، ولكنه رجع وقال في نفسه: (ما هذه الانهزامية يا أسامة؟! فهل الشجاعة تكمن في الهرب من المشكلة أم في مواجهتها؟ إذا أردت أن لا تذهب إلى دروس المسجد فلا تذهب، لكن على أقل تقدير اذهب إلى صديقك خالد لتعرف الجزء الآخر من الحقيقة، فإن أعجبك الكلام فبها، وإن لم يعجبك الكلام فجد لصديقك خالد عذراً تتملص به منه ومن حواره).

فكان قرار أسامة الأخير هو أن لا يحضر دروس المسجد حتى يلتقي بصديقه خالد، فإن أثبت له بأن أستاذه الذي في المسجد قد أخفى الحقيقة وزورها فإنه سيترك دروسه إلى الأبد، وأما إن لم يثبت له ذلك فسيترك صديقه خالداً ويعود إلى درس المسجد.

انقضت ساعات الليل سريعاً، وجاءت ساعات النهار، وصارت الساعة الخامسة عصراً، اتجه أسامة إلى بناية المكتبة العامة، وجد حارس البناية جالساً على كرسيه في الباب وهو يلف سيجارة وينفض من على ثوبه بقايا التبغ المتساقط، وصل أمامه سلم عليه أسامة فرد الحارس من دون أن يرفع بصره إليه، واستمر في إشعال سيجارته واستنشاق أكبر قدر من الدخان ليعيد إخراجه من جديد على شكل سحابة بيضاء تنتشر وتتبدد في الهواء.

كان هذا المنظر يريح الحارس ويشعره بالقوة، ويخيل إليه بأنه بركان يرمي

اسم الکتاب : تفضيل السيدة الزهراء (س) على الملائكة والرسل والأنبياء المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست