على ابنته فاطمة وهي تقول: واعماه، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): على مثل جعفر فلتبكِ الباكية، ثمّ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شُغلوا عن أنفسهم اليوم[30].

قال: وحدّثني محمّد بن مسلم، عن يحيى بن أبي يَعْلى قال: سمعت عبد الله ابن جعفر يقول: أنا أحفظ حين دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على أمي فنعى لها أبي، فانظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تهرقان الدموع حتى تقطر لحيته[31].

وقال أبو عمر في الاستيعاب: ولما أتى النبي (صلّى الله عليه وآله) نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر، ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): على مثل جعفر فلتبكِ البواكي[32].

بكاء النبي’ على ابنه إبراهيم

روى البخاري بإسناده عن أنس بن مالك قال: دخلنا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على أبي سيف القين، وكان ظِئراً لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إبراهيم فقبّله وشمّه، ثمّ دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت

[30] مغازي الواقدي: 2/766، مسند أحمد حديث رقم 26546، الروض الأنف: 4/130.

[31] مغازي الواقدي: 2/767.

[32] الاستيعاب بهامش الإصابة: 1/211.