مسارها من خط الرسالة المحمدية وذلك من خلال الخطبتين الاحتجاجيتين اللتين حاجج بهما الإمام الحسين عليه السلام جيش العدو فأرشد كل باحث ومفكر وقارئ إلى عوامل تغير المجتمع الإسلامي الذي أخرج هذه المجاميع من الجند الذين زحفوا لقتاله.

وأظهر عليه السلام أن هذه العوامل الأنثروبولوجية فيما لو طبقت على بيئة أخرى لأنجبت مثل هذه المجاميع الفاسدة والهدامة ولعاثت في الأرض الفساد.

فكانت المعركة قد حققت انكشاف عوامل التردي الاجتماعي والفكري وسبل معالجة هذه الانحرافات الفكرية والنشوئية في الأسرة والمجتمع، فنجحت المعركة في حربها الفكرية والاجتماعية[65].

2 - انكشاف انحراف السلطة الحاكمة التي تولت السلطة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإن نقطة الانحراف إنما بدأت من السقيفة وإن يزيد ابن معاوية ثمرة من ثمرات سقيفة بني ساعدة، وهذه الحقيقة أثبتتها الإستراتيجية العليا للإمام الحسين عليه السلام حينما أخرج عياله إلى كربلاء.

3 - إن صلاح الإنسان مرهون بصلاح التوحيد لله تعالى؛ وإن أي تردٍّ في الحياة إنما سببه انحراف الفكر من نواة التوحيد، ومن ثم فالحرب مرتكزة على عقيدة التوحيد وهذا ما تكشّف من خلال مكونات عناصر جيش الإمام الحسين عليه السلام في مرحلة القتال الثانية، وهي معركة التوحيد التي قادتها العقيلة

[65] لمزيد من الاطلاع، ينظر كتاب: الأنثروبولوجيا الاجتماعية الثقافية لمجتمع الكوفة عند الإمام الحسين عليه السلام للمؤلف.