responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 72

ألف: تقديم الله جل وعلا على جميع العوالق والروابط الشخصية والاجتماعية

وهذه الحالة من الإيمانية كاشفة عن تجلي التوحيد في عقيدة المقاتل التي بها يحرز النصر بإذن الله تعالى، فقال عليه السلام:

«ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ونقتل آباءنا وأبناءنا وأخواننا وأعمامنا؛ ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ومضيا على اللقم[51])؛ وصبرا على مضض الألم، وجدا في جهاد العدو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتطاولان تطاول الفحلين، يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون، فمرة لنا من عدونا ومرة لعدونا منا، فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرأته، ومتبوء أوطانه ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود، ولا اخضر للإيمان عود وأيم الله لتحتلبنها دما ولتتبعنّها ندما»[52]).

وكانت هذه الخطبة بعد إصابة محمد بن أبي بكر بمصر؛ ولذا يختم كلامه في بيان سنة ظلم الطواغيت وأهل الفئة الباغية معاوية بن أبي سفيان في قتله لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحربه لآل محمد وعترته أهل بيته عليهم السلام.

والذي نحن في صدده بيانه صلوات الله عليه لمجموعة من الأسس التي تعمل على بناء الروح المعنوية والقتالية لدى المسلم لاسيما تلك الروح والعقيدة التي كان يقاتل بهما المؤمنون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان


[51] اللقم: جادة الطريق.

[52] كتاب سليم بن قيس الهلالي: ص248؛ الإرشاد للمفيد: ج1، ص268؛ شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني: ج2، ص146.

اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست