(ويشير تاريخ الحرب إلى حالات عديدة فلبث فيها فئة قليلة وفئة كبيرة؛ بمعنى أن انتصرت قوات صغيرة العدد والعدة على قوات كبيرة العدد والعدة، وقد انشغل علماء النفس العسكري بدراسة هذا العامل الغائب الحاضر والضالع في أسباب النصر والهزيمة - وهذا العامل هو الروح المعنوية (Morale) أو ما يسمى أحياناً (أكس) كما يسميه الأديب الروسي الأشهر (تولستوي) في رواية الحرب والسلام.

وقد اهتم عالم النفس الأمريكي الكولونل (فردريك ماننج) (Manning)، بدراسة موضوع الروح المعنوية للجنود أو العامل (أكس).

هذا العامل الذي يدفع الجنود إلى ركوب المخاطر ومواجهة العدو وجهاً لوجه - ودور الروح المعنوية في الحرب دور معروف منذ العصور القديمة ومثال ذلك أن الفيلسوف اليوناني القديم اكسانوفن (Xenpohen) (428 - 354 ق.م) كان يرى أن عدد الجنود أو عدتهم ليس هو العامل الحاسم في كسب الحرب ولكن الذي يكسب في الحرب هو الروح المعنوية التي يتحلى بها الجنود.

ولعل هذا الرأي لا يزال يتردد في التاريخ العسكري إذ ينسب إلى القائد الفرنسي الأشهر (نابليون بونابرت) عبارة تقول (سوف ينهزم السيف في مواجهة الروح) - وتسود نفس الفكرة عند معظم المؤرخين العسكريين وعلماء النفس العسكري فإنه مهما كانت القيادة جيدة والقوات مجهزة فإن ثقة الجندي بنفسه وبقائده وبالهدف الذي يحارب من أجله أمر له أهميته البالغة في تحقيق النصر)[39].

[39] علم النفس العسكري للأستاذ الدكتور محمد شحاته ربيع: ص351.