(الداخلي الضبط) هو الأنجح في الحياة العسكرية بوجه عام.

ما سمات الشخصية للقائد العسكري الناجح؟ تلك مسألة غاية في الصعوبة ذلك أن القادة العسكريين في التاريخ عددهم كبير وهم مع ذلك شخصيات متباينة.

ولكن رغم ذلك فإن (ملجرام) يشير إلى دراسة نشرها (هنتفورد) (Huntfork) أوائل الثمانينيات من القرن العشرين عن بعض قادة الحروب.

ومن الصعب عرض نتائج هذه الدراسة بالتفصيل ولكن من أهم السمات التي تتوفر في القائد العسكري الناجح هي الواقعية والعملية والتصرف بعقلانية والبعد عن الادعاء الزائف للبطولة أو حسبما نقول نحن العرب، البعد عن العنتريات)[37].

لكن هذه الدراسات في علم النفس العسكري لم ترشد إلى الآلية التي تزرع الثقة بالنفس وكيفية أن يكون القائد أو المقاتل واثقاً بنفسه في حين كانت عاشوراء أول من أرشد إلى دور الثقة بالنفس في المعركة إلاّ إنها لم تغفل عن الآلية في زرع هذه الثقة في النفس كما ورد في دعاء الإمام الحسين عليه السلام في اليوم العاشر من المحرم حينما صكت الحرب أسنانها على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحاطت به الجيوش من كل جانب فقال عليه السلام:

«اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدّة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة...»[38]).

[37] علم النفس العسكري للأستاذ الدكتور محمد شحاته ربيع: ص332 - 333.

[38] للمزيد من الاطلاع ينظر كتاب دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي للمؤلف: ج1، ص113 - 122.