«اللهم بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعرّف بينه وبين آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم».

فكان من يمر بالمعركة يشم منه رائحة طيبة أذكى من المسك[231].

4 - الصحابي أنس بن الحارث الكاهلي

كان أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي شيخاً كبيراً صحابياً رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسمع حديثه وشهد معه بدراً وحنيناً، فاستأذن الحسين عليه السلام برز شاداً وسطه بالعمامة رافعاً حاجبيه بالعصابة، ولما نظر إليه الحسين عليه السلام بهذه الهيأة بكى وقال:

«شكر الله لك يا شيخ».

فقتل على كبره ثمانية عشر رجلاً وقتل[232].

5 - عمرو بن جنادة وكان غلاماً في الحادية عشرة من عمره وقد استشهد أبوه من قبله

وجاء عمرو بن جنادة الأنصاري بعد أن قتل أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة يستأذن الحسين فأبى وقال:

«هذا غلام قتل أبوه في الحملة الأولى ولعل أمه تكره ذلك».

قال الغلام: إن أمي أمرتني فأذن له فما أسرع أن قتل ورمي برأسه إلى جهة الحسين فأخذته أمه ومسحت الدم عنه وضربت به رجلاً قريباً منها فمات، وعادت إلى المخيم فأخذت عموداً وقيل سيفاً وأنشأت:

[231] مقتل الإمام الحسين عليه السلام للسيد المقرم: ص263.

[232] المصدر نفسه.