أولاً: قتال من بقي من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام بنظام المبارزة الفردية فكان قتالاً ليس له نظير في الفداء والأداء

ألف: صلابة سعيد بن عبد الله الحنفي وجلادته في وقوفه أمام الحسين أثناء الصلاة ليدفع عنه السهام بصدره ووجهه ولم يتحرك حتى أنهى الإمام الحسين عليه السلام صلاته

كان أول من استشهد من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام بعد صلاة الظهر مباشرة سعيد بن عبد الله الحنفي وكان قد وقف أمام الإمام الحسين عليه السلام يدافع عنه وجعل من بدنه هدفاً لسهامهم وسيوفهم حتى أنهى الإمام صلاته فسقط إلى الأرض[211]، وهو يقول:

(اللهم العنهم لعن عاد وثمود وأبلغ نبيك مني السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فإني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك صلى الله عليه وآله وسلم؛ والتفت إلى الحسين قائلا:

أوفيت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال عليه السلام:

«نعم أنت أمامي في الجنة».

وقضى نحبه فوجد فيه ثلاثة عشر سهما غير الضرب والطعن)[212].

باء: قتال قائد الميمنة زهير بن القين بين يدي الإمام الحسين عليه السلام قتالاً شديداً

ثم خرج زهير بن القين وقاتل قتالاً شديداً بعد خروجه الثنائي مع الحر بن يزيد الرياحي حيث قدما إستراتيجية قتالية مميزة وذلك حينما كان أحدهما يفك الطوق عن صاحبه فيما يستلحهم في القتال؛ إلا أن الرواة لم يروا تفاصيل هذا

[211] تاريخ الطبري: ج4، ص337.

[212] اللهوف في قتلى الطفوف: ص62.