responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 215

أولاً: إستراتيجية خلق توازن القوى (صد الهجوم بالمقاتلة الشديدة)

لا يخفى على العسكريين والباحثين أن شن الهجوم يستلزم من الجهة المتلقية بذل طاقتها القصوى لصد هذا الهجوم كي لا يحقق المهاجمون تقدماً عسكرياً، وهذا قطعاً يستلزم دفاعاً قوياً وقتالاً شديداً حتى إذا توازنت قوة الهجوم وقوة الدفاع حينها يمكن للمدافعين من تغيير أسلوب القتال فيتحولون إلى قوة مهاجمة وهذا من أعقد فنون القتال؛ وذلك لاستنزافها القوى المبذولة في صد الهجوم؛ ولذا: يلزم الاستعانة بقوة احتياطية تتولى مرحلة الهجوم، أو القيام بالمناورة والالتفاف على المهاجمين ووضعهم داخل كماشة.

وبما أن الإمام الحسين عليه السلام هو المحاط من كل جهة بالآلاف من المقاتلين فقد تعذر عليه إيجاد قوة احتياطية لتنفيذ الالتفاف أو لفك الهجوم، ولذا: لم يبق أمامه سوى صد الهجوم وتوازنه ومن ثم الانتقال بهؤلاء المقاتلين من الدفاع إلى الهجوم وهو الذي حصل.

ثانياً: إستراتيجية تحويل القوة الدفاعية إلى قوة هجومية في رد هجوم العدو وإفشاله

وهذا النوع من القتال نوع خاص كخصوصية معركة الطف، إذ يروى الطبري قائلاً: (وحمل على حسين وأصحابه - عليهم السلام - من كل جانب؛ فقتل - عبد الله بن عمير - الكلبي، وقد قتل رجلين بعد الرجلين الأولين)[192]؛ أي: يساراً مولى زياد بن أبي سفيان، وسالماً مولى عبيد الله بن زياد، وقد ذكر ابن شهر أنه قتل تسعة


[192] تاريخ الطبري: ج4، ص332.

اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست