مكامن ضعف العدو العسكرية والقتالية والعقدية، وإن هذه الألوف المألفة من المقاتلين كانت في معظم الوقت في حالة الدفاع والذعر والتهالك.

باء: النتائج العقدية لهذه المرحلة من المعركة

على المستوى العقدي فقد تجلت مكونات عقيدة جيش الكوفة بشكل واضح لكل باحث ومتتبع وذلك لما يلي:

1 - في مبارزة عمرو بن قريظة ينكشف نفاق جيش الكوفة من خلال التجاهر بسب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وبغضه، وهو أمر لا يقبل التأويل أو التعذير - كما أسلفنا - في حرب هؤلاء لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

2 - في مبارزة الحر بن يزيد الرياحي وهو القائد العسكري المتميز بولائه العسكري للقيادة العليا وموضع ثقتها في إرساله لحبس الإمام الحسين عليه السلام أثناء الطريق والمجيء به إلى كربلاء وانقلابه على قيادة جيش الكوفة حينما اتضح له فساد عقيدة هذه القيادة وجيشها يعد في حد ذاته حجة بالغة على ضرورة تحكيم العقل في تحديد المسار والطريق الذي يسلكه المسلم لدينه وآخرته.

3 - وفي مبارزة نافع البجلي تتضح الصورة أكثر وينكشف الدين الذي عليه هؤلاء الذين خرجوا لقتال الحسين وأهل بيته عليهم السلام وهو دين بني أمية وليس دين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ومن ثم فنحن أمام حزبين، حزب الله الذين يقاتلون في سبيله، وحزب الشيطان وأوليائه؛ فكانوا بذلك أمتين مختلفتين في العقيدة.