المسألة الرابعة: إرجاع نظام القتال إلى المبارزة الفردية بعد حادثة المباهلة بين برير بن خضير ويزيد بن معقل

أولاً: مبارزة عمرو بن قرظة الأنصاري

لم تزل - وكما سيمر - معركة الطف قوامها العقيدة، فهؤلاء لم يزالوا يحاولون إثبات أنهم على حق وخصمهم، أي الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه على باطل على الرغم مما شاهدوه من الكرامات التي أمدّ الله بها حجته على خلقه.

ويروي الطبري في مشاهد آخرى من معركة الطف يظهر فيها ردود الفعل حول المباهلة التي جرت بين برير بن خضير ويزيد بن معقل الذي قتل بسيف برير - كما مر آنفاً - ؛ وهذه المشاهد هي أحد ارتدادات هذه المباهلة التي غرزت اليقين لدى الكثيرين من جند الكوفة بأنهم هالكون في الدنيا والآخرة.

ولذا:

يحاول البعض منهم إلصاق هذه النتيجة في الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه كحالة انفعالية للشعور بالخسران، وهو ما حدث لأحد جند عمر بن سعد وهو علي بن قرظة الذي كان أخوه (عمرو بن قرظة) في معسكر الإمام الحسين عليه السلام يقاتل معه، فخرج عمرو وهو يقول: