وهكذا فإن هذه الاستراتيجيات المستخدمة في حرب الإمام الحسين عليه السلام
على خصومه في يوم عاشوراء قد حققت بلوغ الهدف، هدف الحرب قبل البدء بالقتال العسكري
على أرض الطف؛ إلاّ أن بلوغ الهدف في كسب الحرب وانتصار نهج الإمام الحسين عليه
السلام وتحقق الإصلاح في أمة جده لم يكن بمعزل عن الإنجازات العسكرية من خلال
مجموعة من التكتيكات القتالية أعجزت جيش الكوفة عن تحقيق نصرهم العسكري في وقت
قصير وقد تزايدوا عن ثلاثين ألفاً ولم يبلغوا النصر الحاسم.
بل تفيد النصوص التاريخية عن سير المعركة: أن أمير الجيش وقادة الأجنحة
أعياهم القتال لهذه المجموعة الذين لم يتجاوزوا المئة رجل ولم يتحقق لهم ما أرادوا
إلا بعد أن تقديم الخسائر الكبيرة في الأرواح واستنزاف الجيش وبعد مرور ساعات
عديدة على المعركة؛ أي من شروق شمس يوم العاشر إلى رحيل قرص الشمس من هذا اليوم.
وذلك بفعل فنون الحرب والتكتيكات العسكرية التي استخدمها الإمام الحسين
عليه السلام في قتاله لأعداء الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم في يوم العاشر،
وهو ما سنعرض له في المبحث القادم.