إذن: تطلعنا هذه السيرة من حياة ابن
شهاب الزهري على دور بني أمية في طلباتهم المتكررة في قلب النص النبوي لاسيما فيما
يتعلق بالإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، وثباته في عقيدته في علي
عليه السلام رافضاً تلك الطلبات في قلبها للنص النبوي والتاريخي وإنكاره لمنهج
الاستقلاب.
والذي - كما
أسلفنا من خلال البحث - قد أسس على طلب قلب النص النبوي والتاريخي ولعل إصرار هشام
بن عبد الملك وطلبه المصحوب بالتهديد للزهري في قلب النص التاريخي خير شاهد على
تطور ظاهرة الاستقلاب في النص.
رابعاً: اعتماد ابن تيمية الاستقلاب في السنة النبوية
لم يكن ابن تيمية وهو ثمرة بني أمية
شاذاً عن منهج السلف من طلباتهم في الرواة والولاة بقلب النص النبوي والتاريخي بل
وقلب أسس الإسلام وهدم قواعده.
ولذا: لا نطيل الوقوف في استقلاب ابن
تيمية للنصوص ونكتفي بشاهد واحد في طلبه لقلب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فيقول في منهاج السنة في باب التشبه بالروافض:
(ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك
بعض المستحبات، إذ صار