التي كانت تسعى لتبديل سنة الله في الأرض للتصدّي لنبي الله موسى عليه السلام فتم الطلب من بني إسرائيل باستبدال كلمة (حطة) إلى كلمة أخرى).

بمعنى أدق: ظهور الاستقلاب في القول من (حطة) إلى (حطا سمقانا)[39]، أي حنطة حمراء، وفي لفظ آخر أخرجه الترمذي أنهم استبدلوا ما أمرهم الله به من (حطة) إلى (حبة في شعيرة)[40].

واستبدلوا السجود بأن دخلوا على أستهم متزحّفين على أوراكهم استهزاءاً بما أمروا به فاستقلبوا الأمر الإلهي وغيروا شريعة الله التي أنزلها على نبيّه موسى الكليم عليه السلام.

وأمر هذه الأمة ليس ببعيد عن مجريات بني إسرائيل فقد طلب الساسة وأرباب المصالح وأهل البدع تبديل الحقائق وقلب الأمور كي يتسنى لهم الحكم والجلوس على كرسي الإمارة والتسلط على الناس، وهو ما سنتناوله في المسائل الآتية:

المسألة الثانية: التأسيس لاستقلاب النص في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان مرحلة النمو لهذه الظاهرة

إن أول مظاهر استقلاب النص، لاسيما النص النبوي، أي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمن سلسلة من الشواهد المتعددة مما يكشف عن رغبة حقيقية لدى اقلاب المجتمع المسلم بتسيير الأمور بحسب ما يتوافق مع أهدافها ومصالحها، فكان منها:

[39] بحار الأنوار للمجلسي: ج13، ص183.

[40] أخرجه الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سننه: ج4، ص273.