المرقد المبارك
في أيّامنا هذا، في وسط مدينة الكوفة، وعلى يمين المتوجّه من مدينة النجف الأشرف إلى بغداد، وبجوار مسجد الكوفة، من جهة حائطها الشرقي.
توجد مراقد ثلاثة متجاورة.
أعظمها وأشمخها وأهمّها: مرقد مسلم بن عقيل.
وبجواره مرقد المختار بن أبي عبيدة الثقفي، الآخذ بثأر الحسين من قتلته المباشرين ويقابله مرقد هانئ بن عروة، قرين مسلم في الكفاح والشهادة.
يرقد في تلك البقعة الشريفة أوّل شهيد من القافلة الحسينية.
شهيد عزّ على الحسين مصرعه، وأورث قلوب أهل البيت النبوي وشيعتهم كُرَباً وأحزاناً، وأجرى دموعهم عبر السنين المتطاولة.
بل أبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجرى دموعه وهيّج شكواه إلى ربّه على ما في أمالي الصدوق.
هاهنا مَعْلَمٌ شامخ لأهل البيت، يحكي تأريخهم ومحنهم مع الأمّة.
يحكي ما قدّموه من تضحيات جسام، لإرجاع الأمّة إلى الطريق القويم.