الورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات، وهو من ثمار المعرفة
لله سبحانه فكلما ازداد العبد معرفة لربه وقربا منه زادت خشيته منه وزاد ورعه،
وتتجلى هذه الخصلة جلية أمام أعين القارئ من خلال محاورة السيد إبراهيم مع هريم،
ذكر المؤرخون أنّ هريماً قال: قلت لإبراهيم: لا تظهر على المنصور حتى تأتي الكوفة،
فإن ملكتها لم تقم له قائمة وإلا فدعني أسير إليها أدعو لك سرا، ثم أجهر فلو سمع
المنصور هيعة بها، طار إلى حلوان، فقال: لا نأمن أن تجيبك منهم طائفة فيرسل إليه
أبو جعفر خيلا فيطأ البريء والنطف والصغير والكبير فنتعرض لإثم فقلت: خرجت لقتال
مثل المنصور وتتوقى ذلك[28]؟