responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطفيات المؤلف : المصلاوي، علي كاظم    الجزء : 1  صفحة : 7

تقديم الكتاب

إن العقلية التنظيرية، أي القادرة على صناعة مقولة أو نظرية جديدة، لا تتمكنها جميع الذوات، بل تتفرد بعضها بحيازتها؛ ذلك أنها تحتاج إلى جملة أمور أهمها مقدرة التأمل الفاعل، والنظر إلى المعلومة من زوايا لا يلتفت إليها الآخرون، ولاسيما تلك التي توصف بالنضج أو الاكتمال.

وفي ظل معاناة المثقف العراقي تزداد مسافة التوتر بين قطبي الثبات على المعلومة المتوافرة والحفر عن معلومة جديدة، والمفترض أن القحط الذي نثرته الظروف على قبعتنا الوطنية تجعل من القطب الأول (التقليدي) هو المتفشي في أنساقنا الثقافية، لكننا نفاجأ بوفرة المركوزين في القطب الثاني (غير التقليدي)؛ ولعل المعلل الرئيس المقنع لهذه الحالة الشاذة (المبدعة) هو المعلل الأناسي الذي يقول:

إن العمق الحضاري لذوات المعاصرة يؤثر في إمكانات التفكير ومعطيات التعامل الثقافي على مسيرة حياتها عبر الأجيال، فالعمق السومري والاكدي لا محالة يلقي بظلاله على الذات العراقية طيلة تناسلها السابق والآني والآتي.

ولو رجعنا إلى مسوغ آخر مفاده إفرازات المعاناة لوجدنا داعماً آخر لانفلات المثقف العراقي من أزمة الثبات التي يحتمها الظرف، فالراسخ في عقيدة الثقافة (أن الإبداع ابن المعاناة)، ويجمع الدعامتين السابقتين نصل إلى قناعة، ولو أولية، لبروز

اسم الکتاب : الطفيات المؤلف : المصلاوي، علي كاظم    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست