responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 97

ثمّ يناقض نفسه كعادته: (وأحسن ما يقال، عند ذكر هذه المصائب وأمثالها، ما رواه علي بن الحسين، عن جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال:

«ما من مسلم يصاب بمصيبة فيتذكَّرها وإن تقادم عهدها فيحدث لها استرجاعاً إلاَّ أعطاه الله من الأجر مثل يوم أصيب منها»)[117].

إنَّنا نستعرض كلمات (ابن كثير) لأنَّها أنموذج لحالة التناقض والارتباك التي وقع فيه الكثيرون ممَّن أذهلهم الحدث وعجزوا عن متابعته وقول كلمة الحقّ فيه، ومن أولئك الذين أرادوا استتباب الأمر لبني أميّة وظنّوا أنَّ قضيّة آل البيت قد طويت وانتهت فلمَّا أعلن الحسين ثورته وخطَّ كلمة الحقّ بدمائه على الأرض، وفي السماء بل وفي الكون كلّه، لجأوا مرَّة أخرى إلى الكتمان والتزييف لعلَّ الناس ينسون، ولكن هيهاتَ هيهاتَ.

من يُقيل عثرة الأمّة المنكوبة؟

وهكذا انقضت هذه الجولة ونال كلّ طرف ما يستحقّه، نال الحسين وآل بيته الشهادة التي أرادوها واستحقّوها، فيما نال بنو أميّة ومن والاهم اللعنة الدائمة، والخسران المبين.

أمَّا هذه الأمّة المنكوبة فلا نجد من يصف حالها ومآلها إلاَّ هذه الرواية التي يذكرها الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) فيقول ما نصّه:

لمَّا وضع رأس الحسين عليه السلام بين يدي ابن زياد أخذ ينكت بين ثنيتيه ساعة، فلمَّا رآه زيد بن أرقم لا ينجِمُ عن نكته بالقضيب قال له: أعلُ بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين فهو الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هاتين الشفتين يقبّلهما. ثمّ انفضخ الشيخ يبكي، فقال له ابن زياد: أبكى


[117] المصدر السابق.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست