responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 93

هذا هو المبدأ الراسخ في العلاقة بين أبناء الأمّة المنتمين إليها حتَّى ولو كان ذلك بمجرَّد الاسم والادّعاء. وإن فتح باب التكفير وقتل المسلمين، حتَّى الأدعياء منهم، فإنَّ ذلك يعني فتح باب فتنة لا يُغلَق.

معاني خروج حرائر آل البيت

بقي أن نسجّل ما كشفته الأحداث عن معاني خروج حرائر أهل البيت عليهم السلام مع الحسين. لقد قتل الحسين عليه السلام ولم يشهد أحد من المؤمنين هذه الجريمة إلاَّ حرائر أهل بيت النبوّة، من ينعاك إذن يا أبا عبد الله إلاَّ بنات علي وفاطمة؟ ها هي زينب عليها السلام حتَّى تمرُّ بالحسين عليه السلام صريعاً فتبكيه، وتقول:

(يا محمّداه يا محمّداه صلّى عليك ملائكة السماء هذا الحسين بالعرا مرمَّل بالدما مقطع الأعضا، يا محمّداه وبناتك سبايا وذرّيتك مقتلة تسفي عليها الصبا). فأبكت والله كلّ عدوّ وصديق[109].

ثمّ ها هي أسيرة في مجلس ابن زياد، فيسأل: من هذه الجالسة؟ فلم تكلّمه، فقال ذلك ثلاثاً كلّ ذلك لا تكلّمه، فقال بعضُ إمائها: هذه زينب ابنة فاطمة. فقال لها عبيد الله: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم. فقالت:

(الحمد لله الذي أكرمنا بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وطهَّرنا تطهيراً لا كما تقول أنت، إنَّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر).

قال: كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟ قالت:

(كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتخاصمون عنده).


[109] تاريخ الطبري 4: 348 و349.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست