responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 29

وكنت بعد معرفتي لكلّ إمام من أئمّة أهل البيت عليهم السلام أقف منبهراً لعظمتهم وجلالة قدرهم، حتَّى إنَّني ولشدَّة إعجابي بشخصية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام صرت أذكره في الإقامة عند الصلاة، بالرغم من أنَّني كنت أؤدّي الصلاة وغيرها من الفرائض على وفق المذهب الحنفي!

كنت مسروراً بإلمامي ومعرفتي بأهل البيت عليهم السلام، ولكن مصرع الإمام الحسين عليه السلام وما جرى عليه من مآسي في كربلاء أوجد حرقة في قلبي، فكنت أطفئها بدموعي من خلال مشاركتي في مآتم العزاء التي تقام حزناً عليه، ولم أكن أبالي بالانتقادات التي كان يوجّهها لي أبناء طائفتي، لأنَّني كنت أرى أنَّ كلّ فرد يمتلك المشاعر الإنسانية ويتمتَّع بسلامة الوجدان يتأثَّر وينفعل بارتكاب أيّ ظلم أو جور بحقّ إنسان اعتيادي، فكيف به إذا سمع بوقوع ظلامة فادحة على قريب له أو عزيز كان يكنُّ له المحبّة من خلال قرابة أو صداقة أو عقيدة!؟

وكان واضح لديَّ أنَّ البكاء لا ينافي الصبر، بل هو يمثّل حالة طبيعية للنفس إزاء الأحداث المؤلمة، وأنَّ بكاء الإنسان بسبب المآسي التي تحلُّ به أو بأحد أحبّائه أو أعزّائه لا يتنافى مع الفطرة السليمة).

مشروعية البكاء على الميّت

قد أشاع البعض متوهّماً أنَّ البكاء على الميّت بدعة دخلت حياة المسلمين فيما بعد، ثمّ عمد إلى زرع الشكّ في الأذهان، لكن هذا التوهّم يرتفع بمجرَّد أن يراجع الباحث سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمين.

فقد ورد أنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وآله عليهم السلام وأصحابه والتابعين بكوا لفقدهم الأعزَّة والأحبّة، والمصائب حلَّت بهم أو بغيرهم من المقرَّبين!

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست