responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 18

وأقواله هذه توحي أنَّه كان من الذين:

(جَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا) (النمل: 14)، (فَإِنَّها لا تَعْمَى الأَْبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (الحجّ: 46).

العلماء المصرّحون بكفر يزيد وجواز لعنه

وممَّا يستنتج من أفعال يزيد بن معاوية، أنَّه كان لا يؤمن بالله عز وجل في قرارة نفسه، وكان جانحاً ميّالاً للعبث في تصرّفاته، وحاقداً على النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وآله، ولهذا جزم بعض علماء العامّة بكفره وجواز لعنه، كابن الجوزي، والقاضي أبي يعلى، والتفتازاني، وجلال الدين السيوطي، وأحمد بن حنبل[17]، وغيرهم.

وقد ألَّف ابن الجوزي كتاباً أسماه (الردّ على المتعصّب العنيد، المانع من ذمّ يزيد)، وقال فيه: «سألني سائل في بعض مجالس الوعظ عن يزيد بن معاوية وما فعل في حقّ الحسين عليه السلام، فقلت: يكفيه ما فيه...! قال: تجوّز لعنه؟ فقلت: قد أجازها العلماء الورعون، منهم الإمام أحمد بن حنبل [فإنَّه ذكر في حقّ يزيد ما يزيد على اللعنة]»[18].

وروى عن القاضي أبي يعلى بن الفرّاء، أنَّه روى في كتابه المعتمد في الأصول بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل، قال: «قلت لأبي: إنَّ قوماً ينسبوننا إلى توالي يزيد؟! فقال: يا بني، وهل يتوالى يزيد أحد يؤمن بالله؟ [فقلت: فلـِمَ لا تلعنه؟! فقال: ومتى رأيتني لعنت شيئاً يا بني]، لـِمَ لا تلعن من لعنه الله في كتابه؟ فقلت: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟ فقال: في قوله تعالى:


[17] أنظر: تفسير الآلوسي 26: 72 و73.

[18] الردّ على المتعصّب العنيد: 6.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست