responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 14

جرائم يزيد بن معاوية

عند تولّي يزيد الخلافة لم يجد الإمام الحسين عليه السلام بُدّاً من رفض بيعته وتوعية الناس وتنبيههم بالخطر الذي كان يهدّد جذور الإسلام، فقال عليه السلام لمَّا بلغه ذلك:

«وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمّة براع مثل يزيد»[9].

فقابله يزيد بعنف حتَّى حدثت مجزرة كربلاء الرهيبة، فذُبح الحسين عليه السلام وقتل آل رسول الله عليهم السلام ومن شايعهم، ومُثّل بهم أبشع تمثيل، وسُبيت نساءهم وذراريهم، ونُهب رحلهم، ثمّ لم يكتف يزيد بهذه الجريمة، بل أمر بالهجوم على مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعارضتهم لحكمه، فاستباحها وقتل أهلها وهتك الأعراض فيها، فافتضَّ عساكره في هذه الواقعة ألف بكر! وقتل الآلاف من المسلمين فيهم جمع من الصحابة! وجريمته المنكرة هدمه للكعبة المشرَّفة وحرقها وترويع أهل الحرم المكّي! وكلّ هذا ذكره المؤرّخون وأصحاب السير وغيرهم.

وقد ذكر المؤرّخ الأموي ابن عبد ربّه الأَندلسي أخباراً عجيبة، ومثالب كثيرة، من شربه الخمر، وقتل ابن الرسول، ولعن الوصيّ، وهدم البيت وإحراقه، وسفك الدماء، والفسق والفجور، وغير ذلك ممَّا قد ورد فيه الوعيد باليأس من غفرانه، كوروده فيمن جحد توحيده وخالف رسله[10].

كما أنَّ يزيد بن معاوية اعتمد في ارتكابه لهذه الجرائم على أعوان لا يؤمنون بشيء من القيم الإنسانية، بل كانوا مزيجاً من المسوخ البشرية وذوي العاهات النفسية الغريبة التركيب، فكانوا يمتلكون نفوساً مليئة بالحقد والتدمير للأمّة الإسلاميّة ورموزها المقدَّسة.


[9] مثير الأحزان: 15؛ الفتوح 5: 17؛ اللهوف: 18.

[10] أنظر: العقد الفريد 5: 124 - 140.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست