responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 56

فظهر أنّ تأخُر التدوين المستقل لكليات حاكمة على العملية التفسيرية هو بسبب الاتكاء على النقل وتحكيم قواعد اللغة وضوابط الحديث عليه، منضمّاً إلى ما كان عليه المفسرون من صفاء في اللسان وتجلّي الملكة اللغوية، أو الإفادة مما دوِّن في كتب علم الكلام بالنسبة إلى العقائد, أو ما دوّن في علم الأصول بالنسبة إلى استنباط الأحكام الشرعية من الآيات القرآنية, فلم تظهر المدونات المستقلة في هذا المجال بحسب التقصي إلا في القرن السادس الهجري وما يليه[132]، مع أنها محاولات لم ترتق بعدُ إلى المستوى المطلوب، وما زالت المحاولات في بدايتها، فالكثير منها مجرد حشد لمباحث أصولية ولغوية... فهي لم تبلغ مرحلة البناء المحكم والمترابط بين مكوناته.

ولابد من الإشارة إلى جملة من الدواعي الأخرى التي أفرزتها التمحلات والتعسفات من بعض من فسر النص القرآني جراء تعصبهم لمنهج دون منهج, مع رفض العمل بالمناهج الأُخَر, فكان لتأخر التأسيس المنهجي للتفسير عوامل عدة, سيعرض البحث لأهمها, فيما يأتي.

عوامل تأخر التأسيس المنهجي للتفسير

هناك عوامل ودواعي عديدة لتأخر التأسيس المنهجي للتفسير, فمنها التجاذبات الحاصلة بسبب الانحياز أو الالتزام بمنهج دون غيره لكل اتجاه من المفسرين على وفق مسوّغات يدعيها كل منتمٍ إلى منهج معين, وعدم تصدي طرف محايد يأخذ هذه المناهج بنظرة شمولية تنطوي على الموضوعية الهادفة إلى سور يعصم العملية


[132] -ينظر: الراغب الأصفهاني (ت502هـ)- النكات القرآنية وسليمان بن عبد القوي الطوفي (ت716هـ)-الإكسير في علم التفسيرو أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (ت728هـ)- مقدمة في أصول التفسير ومحمد بن سليمان بن سعد الكافيجي (ت879هـ)- التيسير في قواعد علم التفسير....

اسم الکتاب : الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني المؤلف : الحجار، عدي    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست